قيادة الإمارات تكرس جهودها من اجل اسعاد مواطنى الدولة
القراءة السريعة للقرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بإعادة هيكلة «برنامج الدعم الاجتماعي لمحدودي الدخل» ليصبح برنامجاً متكاملاً بمبلغ 28 مليار درهم وليرتفع مخصص الدعم الاجتماعي السنوي من 2.7 مل
يار إلى 5 مليارات درهم، تركت لدى المستفيدين والمراقبين حالة من السعادة، غير مرتبطة بالدهشة والمفاجأة بلا شك، كون القيادة الرشيدة لدولة الإمارات عوّدت شعبها على مثل هذه القرارات التي تنطلق من حرصها على سعادة شعبها، وتوفير حياة مستقرة لأفراده.
لكن القراءة المتأنية لهذا القرار ومعطياته وظروفه وتداعياته المستقبلية تمنحه بعداً آخر، انطلاقاً من ضرورة النظر إليه من مستويات عدة محلية وعربية وعالمية، بالإضافة إلى المستويين المادي والمعنوي اللذين يمثلهما التوجيه المهم.
فعلى صعيد المستوى المادي حمل القرار دلالات مهمة أولها حجم الزيادة في الدعم والتي جاءت مضاعفة على الرغم من أن ما تقدمه الدولة لذوي الدخل المحدود كافٍ ويلبي احتياجاتهم جميعها، ولكن متابعة القيادة الرشيدة للمتغيرات الاقتصادية عالمياً يجعلها حريصة على إبقاء المواطن في حالة من الرفاهية لا ينقصه شيء، كما يعكس قراءة القيادة الرشيدة الدقيقة للمستقبل والاحتياط للتداعيات الاقتصادية العالمية المحتملة.
وعلى الصعيد المعنوي، فقد جاء القرار على شكل مبادرة من القيادة الرشيدة دون أي مطالبات من المواطنين، الأمر الذي يجعل المواطن في حالة من الفرح والسعادة ليس لجهة المردود المالي للقرار، بل لتعزيز قناعاته بأن قيادته تضع سعادته ورفاهيته على رأس سلم أولوياتها.. هذه المعطيات التي تشكل في النهاية الأرضية الموضوعية لتعزيز الانتماء الوطني.
وعلى المستوى المحلي الوطني، فلم يأتِ القرار مقتصراً على فئات محددة بعينها، بل جاء ليشمل كافة المستفيدين من الضمان على مستوى الدولة المسجلين في الوزارة والجهات المحلية، كما سيضم أيضاً أسراً جديدة ستستفيد منه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل جاء القرار ليضم شرائح مستفيدين جدداً من الدعم.
حيث استحدث برنامج الدعم، أربعة مخصصات جديدة؛ هي: السكن، والتعليم الجامعي، والعاطلين عن العمل من المواطنين فوق سن 45، بالإضافة إلى مخصص للمتعطل الباحث عن العمل، وهذا يضع الأسر ذات الدخل المحدود ليس في وضعية معيشية مريحة فحسب، بل يجعلها في وضع متناسب مع الأسر التي تقع خارج نطاق فئة ذوي الدخل المحدود بالنظر للإضافات المالية التي ستحصل عليها من المخصصات الجديدة.
وعلى المستويين العالمي والعربي، فإن أهمية القرار جاءت في ظل حالة من التذمر الشعبي في دول العالم كافة من ارتفاع أسعار السلع ونقصها جراء تداعيات الأحداث في أوكرانيا، هذا التذمر الشعبي الذي طال الدول الاقتصادية العظمى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوروبا الغربية للمرة الأولى، كما طال معظم الدول العربية التي تشهد ضغوطاً اقتصادية هائلة، هذه المعطيات تجعل من القرار الذي أصدره صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، قراراً تاريخياً يضاف إلى رصيده ورصيد الإمارات نموذج الإنسانية في الحياة الكريمة.
تعليق